لوم الذات

 


لستُ هنا لأُنظّر، بل لأذكّركِ بأنك لستِ وحدكِ.
هذا الطريق — طريق استعادة صوتكِ — قد يمر بمحطات كثيرة من لوم الذات. وربما أكثر مما تتوقعين.

ستلومين نفسكِ على كلمة قلتِها، أو ردة فعل لم تعجبك، أو حتى قرار كنتِ تظنين أنه "الأصح".
ستسكنكِ العبارات التي تبدأ بـ:
"ماذا لو أنني..."
"ليتني قلت..."
"كان يجب أن أسمع كلامهم..."
وغيرها من الأحاديث التي لا تنتهي.

لكن ما لا يُقال كثيرًا هو:
لوم الذات، حين يتحول إلى جلد، لا يُصلح شيئًا.
بل يزرع فيكِ شعور العجز.
والنفس التي تظن نفسها غير مستحقة… لن تنهض بسهولة.

وفي رحلتكِ هذه، أريدك أن تتذكري:
مرور هذه المشاعر لا يعني أنكِ ضعيفة، بل يعني أنكِ بشر.
لكن بدلًا من البقاء في منطقة اللوم، حاولي أن تسألي:

  • لماذا قلتُ هذا لنفسي؟

  • ماذا كنتُ أتوقع من نفسي في هذا الموقف؟

  • هل كانت هذه التوقعات منطقية، أم مستعارة من صوتٍ ليس صوتي؟

دوّني إجاباتكِ. لا تخجلي من مشاعرك.
ثم، بهدوء، أعيدي صياغة القصة.
بدل أن تقولي "أخطأت"، قولي "كنتُ أتعلم".
بدل أن تقولي "كان يجب أن أعرف"، قولي "الآن أعرف أكثر".

وكلما عاملتِ نفسكِ بلطف — كما تفعلين مع من تحبين —
كلما قلّ صوت اللوم بداخلكِ.

اسألي نفسكِ:

  • ما هي الكلمات التي أكررها على نفسي؟

  • هل تطمئنني؟ أم تزيد من شعوري بالتقصير؟

  • ما هو الشعور الذي أخرج به بعد كل حديث داخلي؟

غيّري هذه الكلمات — واحدةً واحدة — إلى ما يعكس حقيقتكِ، لا أحكامكِ.
وذكّري نفسكِ دائمًا:
نحن لا نلوم ذواتنا لأننا وُلدنا قساة، بل لأننا تعلّمنا ذلك في مراحل مختلفة…
لكن ما تم تعلّمه يمكن تغييره.

اكتبي. شاركينا.
كيف بدأتِ لومكِ لذاتك؟
ومتى شعرتِ بأن الوقت حان لتبدئي بقول:
"أنا لست عدوة لنفسي بعد الآن"؟

المقال السابق
لا تعليقات
إضافة تعليق
رابط التعليق